الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

دائما نتحدث عن واجبات المعلم و فضل المعلم على جميع فئات المجتمع ولكن لابد من تسليط الضوء على حقوق المعلم الفلسطيني .
الجميع يعلم ويعلم جيدا أن المعلم الفلسطيني لا يأخذ حقوقه كاملة ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها الاحتلال الصهيوني والحصار الذي يتعرض له أهلنا في غزة فالمعلم يتقاضى أقل راتب في فلسطين على العلم أنه يبذل كل ما بوسعه لتوصيل المعلومات للطلاب فهو الذي يبني أجيال كاملة .
فكلما نال المعلم حقوقه كاملة سيعطي أكثر وأكثر فالاساس أن يشعر المعلم بالراحة ليخرج جيل متعلم وقوي .
فلابد أن ننظر جيدا لقضية المعلم ونعطيه جميع حقوقه .
تعجز الحروف عن التعبير وتتوه الكلمات على السطور عندما يسألني شخص عن فضل المعلم ، فما من عبارات مدح ولا قصائد شكر تفي حق هذا الشخص الذي كرس أغلب أوقاته لينقل طلابه وتلاميذه من ظلمة الجهل إلى نور العلم والمعرفة، ليمسي في آخر نهاره متعباً منهكاً منتظراً بشوقٍ فجر يومٍ جديد يبني به جيلاً واعياً متعلّماً قادراً على التّمييز بين الصّواب والخطأ .
عندما قال الشاعر أحمد شوقي شعره الذي تحدث عن دور المعلم ، هل يا ترى كان يدري الدرجة السامية التي وصلها المعلم ؟؟؟!!.... " قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا  بطبع نعم ، فقد علم الشاعر الدرجة السامية التي وصل لها المعلم وشبه رسالته بالرسل التي أتت رحمةً للبشرية جمعاء، المعلم ذلك الإنسان البسيط الذي يحمل رسالته بين كتبه وأفكاره التي كتبتها سنين الشقاء والتعب، ليبلغها إلى أجيال السنوات القادمة بكل صدقٍ وأمانة.
هل يوجد أجمل من كلام الرسول (صلى الله عليه وسلم )وأفهمها ؟؟!! فعن الرسول قال "إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". من كلام النبي عليه الصلاة والسلام نستدل بأن المعلم يحمل أمانةً كبيرةً على عنقه، وهي تأديه واجب توريث العلم، فهو البنّاء الذي يضع حجر الأساس في شخصية الفرد، ويصقل بناءه كالنحات الذي يحول الحجر إلى قطعة فنيه.


هو المعلّم حامل أعظم رسالة متمثّلاً بأعظم الخلق رسولنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، الّذي لم يستسلم ولم يفقد الأمل قط في قومه وخلائق ربّه، والّذي اخُتير من بين الخلائق كلّها ليحمل أروع رسالة ويعلّم غيره، فالمعلّم يقتدي بالرّسول حين يكدّ ويتعب من أجل توصيل المعلومة الّتي قد تكون سبيل النّجاة الوحيد من واقعنا المظلم. ما زالت الكلمات تائهةً في بحر السّطور تبحث عن ما تقوله للمعلّم، ذلك المنير لدروب الظّلام، فمن أعظم من شخصٍ يحاول بجدٍّ ودأب أن ينشر ما بجعبته من معلوماتٍ وخبايا من دون أن يسأم، أو أن يملّ، أو أن يقف أمام العقبات الكثيرة الّتي تواجهه في زمننا هذا. نحن في زمنٍ ننسى فيه جميل غيرنا علينا ولكن هل المعلّم كغيره؟ من غيره تتشقّق يداه من الطّباشير ويحلّ المسائل مئات بل ربّما حتّى آلاف المرّات ليستوعبها طلّابه؟ ومن غيره يتغيّر صوته وتتأذّى حباله الصّوتيّة مردّداً بيت الشّعر، أو آيات القرآن بأعذب صوتٍ وبالتّجويد ليكون قد أدّى واجبه على أكمل وجه؟ ومن غيره يقضي السّاعات واقفاً على قدميه اللتين قد تقرّحتا من التّعب؟ فشكراً يا معلّمي، شكراً.
فما نحن بفاعلين لنردّ جميل فضل المعلّم علينا؟ هل ننسى فضله علينا؟ أم ننسى ما علّمنا إيّاه بشغفٍ وحبٍّ طوال هذه السّنين؟ أم نتجاهل كلّ القيم والآداب والأخلاق الّتي علّمنا إياها جاعلاً نفسه قدوةً لها؟ كلّا وألف كلّا، فردّنا للجميل يكون بالتّقيّد بما علّمنا إيّاه وبالاستفادة من المعلومات الّتي رسّخها في أذهاننا لنصبح أطبّاء ومهندسين ومبرمجين ومعلّمي ومربّي أجيال المستقبل، لننقل القادم من الجيّد إلى الأفضل، ولنصنع عالماً مليئاً بالخير وخالياً من الفقر والبؤس اللّذين يصنعهما الجهل.
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا********* كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي *********يبنيوينشئُ أنفـساً وعقولا

سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ********* علَّمتَبالقلمِ القـرونَ الأولى

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماتهِ*********وهديتَهُالنـورَ المبينَ سـبيلا

وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً ********* صديءالحديدِ ، وتارةً مصقولا

أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد********* وابنَالبتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا

وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّد********* فسقىالحديثَ وناولَ التنزيلا

علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا ********* عن كلّشـمسٍ ما تريد أفولا

واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ ********* في العِلْمِتلتمسانه تطفيـلا

من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ ********* ما بالُ مغربهاعليه أُدِيـلا

يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه ********* بين الشموسِ وبينشرقك حِيلا

ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم ********* واستعذبوا فيهاالعذاب وبيلا

في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً ********* بالفردِ ،مخزوماً بـه ، مغلولا

صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ ********* من ضربةِالشمس الرؤوس ذهولا

سقراط أعطى الكـأس وهي منيّةٌ********* شفتي مُحِبٍّيشتهي التقبيـلا

عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غباوة********* فأبى وآثَرَ أنيَمُوتَ نبيـلا

إنَّ الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ********* ووجدتُ شجعانَالعقولِ قليلا

إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقماً********* لم يُخـلِ من أهلِالحقيقةِ جيلا

ولربّما قتلَ الغـرامُ رجالَـها********* قُتِلَ الغرامُ ، كماستباحَ قتيلا

أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ اقتنى ********* عندَ السَّـوادِضغائناً وذخولا

لو كنتُ أعتقدُ الصليـبَ وخطبَهُ ********* لأقمتُ من صَلْبِالمسيحِ دليلا

أمعلّمي الوادي وساسـة نشئـهِ********* والطابعين شبابَـهالمأمـولا

والحامليـنَ إذا دُعـوا ليعلِّمـوا********* عبءَ الأمانـةِفادحـاً مسؤولا

وَنِيَتْ خُطـَى التعليمِ بعـد محمّدٍ********* ومشى الهوينابعد إسماعيـلا

كانت لنا قَدَمٌ إليـهِ خفيفـةٌ ********* ورَمَتْ بدنلوبٍفكان الفيـلا

حتّى رأينـا مصـر تخطـو إصبعاً ********* في العِلْمِ إنْ مشتالممالكُ ميلا

تلك الكفـورُ وحشـوها أميّةٌ ********* من عهدِ خوفو لم تَرَالقنديـلا

تجدُ الذين بـنى المسلّـةَ جـدُّهم ********* لا يُحسـنونَ لإبرةٍتشكيلا

ويُدَلّـلون َ إذا أُريـدَ قِيادُهـم********* كالبُهْمِ تأنسُ إذترى التدليلا

يتلـو الرجـالُ عليهمُ شهواتـهم********* فالناجحون أَلَذُّهـمترتيـلا

الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ ********* كيفَ الحياةُ على يديّعزريلا

واللـهِ لـولا ألسـنٌ وقرائـحٌ********* دارتْ على فطنِ الشبابِشمـولا

وتعهّـدتْ من أربعيـن نفوسـهم ********* تغزو القنـوط وتغـرسُالتأميلا

عرفتْ مواضعَ جدبـهم فتتابعـتْ ********* كالعيـنِ فَيْضَـاًوالغمامِ مسيلا

تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي********* من أن تُكافـأَبالثنـاءِ جميـلا

ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه********* عند الشدائـدِيُغنيـانِ فتيـلا

ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمـى********* تجدوهمُ كهفَالحقوقِ كُهـولا

فهوَ الـذي يبني الطبـاعَ قـويمةً ********* وهوَ الذي يبنيالنفوسَ عُـدولا

ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطـقٍ********* ويريه رأياً فيالأمـورِ أصيـلا

وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى ********* روحُ العدالةِفي الشبابِ ضـئيلا

وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ ********* جاءتْ علىيدِهِ البصائرُ حُـولا

وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى ********* ومنالغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا

وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ ********* فأقـمْ عليهـم مأتماً وعـويلا

إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم ********* من بينأعباءِ الرجـالِ ثقيـلا

وجدَ المساعـدَ غيرُكم وحُرِمتـمُ********* في مصرَعونَ الأمهاتِ جليـلا

وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ********* رضـعَالرجالُ جهالةً وخمولا

ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من ********* هـمِّالحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا

فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما ********* وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا

إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ ********* أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا

مصـرٌ إذا ما راجعـتْ أيّامـها ********* لم تلقَ للسبتِ العظيمِ مثيـلا

البرلـمانُ غـداً يـمدّ رواقَـهُ ********* ظلاً على الوادي السعيدِ ظليلا

نرجو إذا التعليم حرَّكَ شجـوَهُ ********* إلاّ يكون َ على البـلاد بخيـلا

قل للشبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم ********* دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذليـلا

حَيّـوا من الشهداءِ كلَّمُغَيّـبٍ ********* وضعوا على أحجـاره إكليـلا

ليكونَ حـظَّ الحيّ منشكرانكم ********* جمَّـاً وحظّ الميتِ منه جزيـلا

لا يلمس الدستورُ فيكمروحَـه ********* حتّى يـرى جُنْديَّـهُ المجهـولا

ناشدتكم تلك الدمـاءَزكيّـةً ********* لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـولا

فليسألنَّ عن الأرائـكِسائـلٌ ********* أحملنَ فضـلاً أم حملنَ فُضـولا

إنْ أنتَ أطلعتَ الممثّلَناقصـاً ********* لم تلقَ عند كمالـه التمثيـلا

فادعوا لها أهلَ الأمانـةِواجعلوا ********* لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا

إنَّ المُقصِّرَ قد يحولولن تـرى ********* لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا

فلرُبَّ قولٍ فيالرجالِ سمعتُـمُ ********* ثم انقضى فكأنـه ما قيـلا

ولكَمْ نصرتمبالكرامـة والـهوى ********* من كان عندكم هو المخـذولا

كَـرَمٌوصَفْحٌ فيالشبـابِ وطالمـا ********* كَرُمَ الشبابُ شمائلاً وميـولا

قوموا اجمعواشُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعوا ********* صوتَ الشبابِ مُحبَّبَاً مقبولا

أدّواإلى العـرشِ التحيّةَ واجعلـوا ********* للخالقِ التكبيرَ والتهليـلا

ماأبعـدَ الغايـاتِ إلاّ أنّنـي ********* أجِدُ الثباتَ لكم بهنَّكفيـلا

فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا ********* فاللهُ خيرٌ كافلاًووكيـلا



قال الشعر أحمد شوقي: (قمْ للمعلّم وفّه التبجيلا... كاد المعلّم أن يكون رسولاً)، 

والمعلم هو أساس المجتمع، المعلم هو من يخرج أجيالاً نافعة للوطن والمجتمع، فإذا صلح المعلم صلح الجيل

لقد اهتمت الدراسات التربوية بأنماط السلوكيات الشخصية المهنية والكفايات التربوية التي يجب توفرها في المعلم الفاعل  ويلاحظ أهمية شخصية المعلم بصورة خاصة في علاقته مع طلابه وجو المشاعر الذي تستطيع أن تولده التوقعات التي ينتظرها من طلابه فعلى المعلم ان يتحلى بعدة صفات اهمها :
  • القدرة على التصرف في مختلف المواقف.
  • كونه قادرا على تحمل المسؤولية.
  • كونه مؤمنا برسالته وأهميتها
  • تفهم وضع الطلبة وتجنب الإهانة والتوبيخ .
  • احترام أفكار الطلبة وتشجيعها وتعزيزها.
  • إشراك الطلبة في الأنشطة المختلفة  .
  • وثوقه بنفسه غاية الثقة.
  • كونه قدوة صالحة لطلابه ويدرك دوره المنوط به .
ومن أهم خصائص المعلم الناجح كذلك:
أولا : الاتزان والدفء ،حيث تشير الدراسات إلى ارتباط  قوي بين فعالية التعليم وخصائص  المعلمين الانفعالية ( التعاون والاتجاهات الديموقراطية , التعاطف ومراعاة الفروق الفردية , الصبر وسعة الميول والاتجاهات , المظهر الشخصي  والمزاج والمرح , العدل وغيرها ..
ثانيا : الحماس ، فهناك علاقة ارتباطيه إيجابية بين حماس المتعلم ومستوى تحصيل طلبته .
ثالثا : الإنسانية ،بمعنى التواصل مع الآخرين والتعاطف الصادق المتحمس  والديمقراطي والمنفتح والمبادر والقابل للنقد والذي يطور نفسه باستمرار .

دور المعلم في بناء الوطن
هناك ثلاثة أسباب جوهرية تدفع الدول للاهتمام بالتربية وهي :
  • رغبتها في تنمية ثروتها الطبيعية .
  • رغبتها في تنمية ثروتها البشرية .
  • رغبتها في توطيد حياتها الديمقراطية

إن من الأدوار  المهمة للمعلم دمج الطالب في العملية العلمية التعليمية، لا تلقينه المعلومات وجعل الطالب مبتكرا خلاقا قادرا على الإنتاج .
كذلك فان من أهم الأدوار في المجتمع للمعلم ، إسهامه في التطور العلمي والتكنولوجي من خلال بث الوعي بأهمية التقدم العلمي والتكنولوجي في التطور الاقتصادي والاجتماعي لمجتمعه المحلي الذي يعمل فيه بهدف تنمية الاتجاهات العلمية لدى الطلبة ومساعدتهم على تفهم ماهية العلم وتطبيقاته في مجالات الحياة المختلفة  .
ومن مجموعة الأدوار التي يسعى المعلم من خلالها في نهوض في الوطن :
  • غرس القيم الدينية في النفوس .
  • النظر إلى الطالب من زاويتين:-

  1.  زاوية الاستثمار فيه باعتباره العنصر البشري في عملية التنمية.
  2.  زاوية المستقبل باعتباره يتولى مسؤولية إدارة الدولة ومواردها.

  • تفجير الطاقات الذهنية والعقلية للدارسين .
  • بناء خصائص المواطنة الصالحة .

دور المعلم قي إحداث التنمية الاجتماعية
أصبح المعلم مصلحا اجتماعيا يعي أهداف المجتمع في النمو والتطور، ويدعو إلى العمل على تبني أهداف المجتمع والسعي لتحقيقها  بحيث يستثمر المواقف التعليمية لتحقيق غايات نبيلة لتغير بعض المسلكيات غير الصحيحة الشائعة في المجتمع  .
دور المعلم في إحداث التنمية التربوية والثقافية

  • ويكون من خلال تحصيل الحقائق والمعلومات .
  • تعليم المهارات .
  • تعليم أساليب التفكير  .


 قوله تعالى { ولكن كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون }

المعلّم يترك دفء بيته في الشّتاء وحبّ عائلته في وقت الشّقاء لينير درب طلّابه، ويتحمّل شقاوة طلّابه في سبيل نشر العلم وإتمام رسالته، فنعم الرّسالة هي رسالة العلم، حيث إن العلم يبني الجسور والبيوت وحتّى ناطحات السّحاب، وهو الّذي يداوي الجروح والأمراض والمآسي. هو المعلّم حامل أعظم رسالة متمثّلاً بأعظم الخلق رسولنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، الّذي لم يستسلم ولم يفقد الأمل قط في قومه وخلائق ربّه، والّذي اخُتير من بين الخلائق كلّها ليحمل أروع رسالة ويعلّم غيره، فالمعلّم يقتدي بالرّسول حين يكدّ ويتعب من أجل توصيل المعلومة الّتي قد تكون سبيل النّجاة الوحيد من واقعنا المظلم. ما زالت الكلمات تائهةً في بحر السّطور تبحث عن ما تقوله للمعلّم، ذلك المنير لدروب الظّلام، فمن أعظم من شخصٍ يحاول بجدٍّ ودأب أن ينشر ما بجعبته من معلوماتٍ وخبايا من دون أن يسأم، أو أن يملّ، أو أن يقف أمام العقبات الكثيرة الّتي تواجهه في زمننا هذا.

نحن في زمنٍ ننسى فيه جميل غيرنا علينا ولكن هل المعلّم كغيره؟ من غيره تتشقّق يداه من الطّباشير ويحلّ المسائل مئات بل ربّما حتّى آلاف المرّات ليستوعبها طلّابه؟ ومن غيره يتغيّر صوته وتتأذّى حباله الصّوتيّة مردّداً بيت الشّعر، أو آيات القرآن بأعذب صوتٍ وبالتّجويد ليكون قد أدّى واجبه على أكمل وجه؟ ومن غيره يقضي السّاعات واقفاً على قدميه اللتين قد تقرّحتا من التّعب؟ فشكراً يا معلّمي، شكراً.


قمنا نحن طالبات مدرسة الر افدين بتقديم اذاعة مدرسية تتكلم عن فضل المعلم الفلسطيني وواجبنا اتجاه معلماتنا الفضليات وتم توثيق تلك الاذاعة بالصور والفيديو .